أخبار العملات الرقمية

التعدين الأناني وماهي الأضرار التي يسببها للبيتكوين؟

يعتبر التعدين من أهم العمليات التي تقوم عليها تقنية البلوكتشين، حيث يتم استخراج العملة الرقمية وتحويلها إلى صفحات البلوكتشين المتتالية، وقد شهدت عملية التعدين نمواً كبيراً خلال السنوات الأخيرة، حيث أصبحت البيتكوين وغيرها من العملات الرقمية محط اهتمام المستثمرين والمستخدمين على حد سواء. ومع ذلك، يجب على المستخدمين أخذ بعض الاحتياطات قبل الشروع في عملية التعدين، حيث يجب عليهم توفير موارد كافية والتأكد من أنها تستخدم بشكل فعال لتجنب أي خسائر مالية.

فيما يلي سوف نستعرض شكل من أشكال التعدين وهو التعدين الأناني، ولكن بدايةً دعونا نتعرف على حوافز البيتكوين.

ماهي حوافز البيتكوين؟

البيتكوين هو لعبة حوافز متوازنة بدقة، في أي منظومة لامركزية، الموازنة بين مصالح المشاركين أمر حيوي للحفاظ على استمرارية الشبكة على المدى الطويل، والحوافز التي تدفع العُقد لتأمين الشبكة هي في الأساس حوافز مالية، فعندما يتعامل المعدنين بنزاهة ستتم مكافآتهم وإذا حاولوا الغش أو الاحتيال فسيفقدوا الإيرادات المحتملة.

هذا أمر واضح في مجال التعدين، حيث يستثمر المُعدنون مبالغ كبيرة من رأس مالهم في الكهرباء والأجهزة المتخصصة، على أمل استرداد استثماراتهم وجني الأرباح عن طريق إضافة الكتل إلى سلسلة البلوكتشين، ويسعى المُعدِّنون إلى زيادة عائداتهم وأسهل طريقة للقيام بذلك هي اللعب وفقاً للقواعد.

إذا قام أحد المُعدِّنين بإلحاق كتلة إلى السلسلة، فسيحصل على جميع الرسوم المدفوعة على المعاملات من الكتلة الخاصة به، بالإضافة إلى جزء من العملات التي تم سكها حديثاً.

ونُسمي هذا مكافأة الكتلة، وتنخفض كمية العملات المستلمة إلى النصف كل 210،000 كتلة (كل أربع سنوات تقريباً)، الحافز المالي للتعدين جعل هذه الممارسة تنافسية للغاية، مما يعزز في نهاية المطاف أمان ولامركزية الشبكة، يظن البعض بأن هذه الحوافز يمكن التلاعب بها، وفيما يلي سنقوم بشرح  التعدين الأناني وكيف يعمل.

كيفية عمل التعدين الأناني؟

أفضل تفسير شامل لمفهوم التعدين الأناني طُرح في ورقة بحثية عام 2013 (الأغلبية ليست كافية: تعدين البيتكوين ضعيف) قدمها الباحثان “إتاي إيال” و “أمين جون سيرير” تتمثل أطروحة الورقة البحثية في أنه على عكس الاعتقاد السائد، الحوافز المقدمة لمُعدِّني البيتكوين معيبة وقد تؤدي في النهاية إلى مركزية الشبكة.

مثال يوضح التعدين الأناني

افترض أن إجمالي معدل التجزئة مقسم بالتساوي بين 4 مُعدِّنين: أليس وبوب وكارول و مارك (كل منهم بنسبة 25%)، أليس وبوب وكارول يلعبون وفقاً للقواعد، لكن دان يحاول استغلال النظام لتحقيق مكاسبه الخاصة.

في ظل الظروف العادية، المُعدِّن الذي يجد كتلة سيقوم بإلحاقها بالسلسلة على الفور وهذا ما يفعله أليس وبوب وكارول كمشاركين لديهم أمانة، ولكن إذا وجد (مارك) كتلة، فسيقوم بحجبها (وهو حل صحيح، لكن لا تزال هذه الكتلة بحاجة إلى أن يتم إضافتها) قد يكون (مارك) محظوظاً ويجد كتلتين متتاليتين قبل أي شخص آخر.

لنفترض أنه تم تعدين 100000 كتلة، إذن لدينا الآن أليس وبوب وكارول يحاولون تقديم الكتلة رقم 100001 والتي وجدها (مارك) ولكنه يُبقي هذه المعلومات سرية، توجد الآن سلسلتان، السلسلة العامة وسلسلة (مارك) السرية (وهي الأطول) وبينما لا يزال الآخرون يحاولون العثور على الكتلة رقم 100001 يجد (مارك) الكتلة رقم 100002.

سلسلة (مارك) الآن سابقة بكتلتين واذا لم يخونه حظه ونجح في الحفاظ على مركزه في صدارة السلسلة الأخرى بهذه المسافة فإنه سيواصل التقدم، وعندما يلحق الآخرون بالركب بحيث يكونوا خلفه بمسافة كتلة واحدة فقط سيكشِف (مارك) عن سلسلته الخاصة.

سلسلة (مارك) العامة الآن أطول من السلسلة التي كان المشاركون الآخرون يعملون عليها، ووفقاً لقاعدة نسميها قاعدة أطول سلسلة، فإن السلسلة “الصحيحة” للعمل هي تلك التي حصلت على أكثر إثبات عمل( وهو مقياس يُشار إليه أيضاً بـ عمل السلسلة)، لذا، إذا اكتشفت إحدى العُقد أن سلسلة بها المزيد من العمل المتراكم، فإنها ستنتقل إلى هذه السلسلة الأطول وتُكرس قوة التعدين لها.

الآن، ديرى أليس وبوب وكارول سلسلة (مارك) وأدركوا أن هذه السلسلة هي السلسلة التي يجب اتباعها وأي مكافآت قد حصلوا عليها على السلسلة الأخرى لن تكون موجودة بعد الآن و بما أن (مارك) قد قام بتعدين تلك الكتل في السلسلة الحالية، فسيحتفظ بكل المكافآت.

هل يُشكل التعدين الأناني تهديداً للبيتكوين؟

سيكون من الأرخص بالفعل أن يتصرف جميع المشاركين كما هو متوقع منهم، حيث سينتج عن التعدين الأناني قدراً كبيراً من الهدر، ولكن من المهم ملاحظة أن من يُشاركون في هذه المُمارسة يكون لديهم ميزة استراتيجية تجعلهم يتفوقون على المشاركين الآخرين في الشبكة، ونتيجة لذلك، من المرجح أن ينضم المُعدِّنون إلى المخترق وهو ما سيجعل الأمور تزداد سوءاً.

والجدير بالذكر، سلط إيال وسيرير الضوء على هذا الأمر في ورقتهما البحثية باعتباره أمر خطيرا جداً بالشكل التالي:

” بمرور الوقت، يمكن أن يؤدي التعدين الأناني إلى نمو معدل تجزئة مجمعات التعدين، لأن الأطراف ستتعاون مع الكيانات الأنانية لزيادة إيراداتها، بمجرد حصول مجمع واحد على غالبية القوة، قد يحاول القيام بهجوم بنسبة 51%”.

لا يرى آخرون أن هذا السلوك يُشكل تهديداً، مستشهدين بالاعتبارات الأيديولوجية للمُعدِّنين، فضلاً عن حافز الحفاظ على عمل الشبكة بطريقة لامركزية حيث أن السماح بفساد المنظومة سيمنع المُعدِّنين من تعويض استثماراتهم في الكهرباء والأجهزة أو جني الأرباح حتى.

وأخيرا وجب التنويه إلى أنه في حال تحالف المُعدِّنين ونجحوا في القضاء على ممارسات التعدين الأناني، سيكون ذلك استراتيجية مرغوبة لمن يُريدون زيادة إيراداتهم، وفي أسوأ السيناريوهات، ستدفع الحوافز المُعدِّنين النزيهين إلى الانضمام للمُعدِّنين الأنانيين، مما يضر بلامركزية البيتكوين.

ولكن من المنظور العام، ليس من المنطقي أن تنقسم الأطراف وتنحاز بهذه الطريقة، إن التصرف بطريقة تُقوض أمان الشبكة قد يؤدي إلى انخفاض سعر البيتكوين مما يؤثر بشكل مباشر على ربحية عملية التعدين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى