هونغ كونغ تفرض سيطرتها على استثمارات الويب 3.. فهل تغدو مركزاً عالمياً للعملات الرقمية؟
من خلال الاستفادة من التجارب خلال السنوات العشرة الماضية، سعت تقنيات البلوكتشين أو ويب 3 إلى معرفة والوعي الكامل في مدى التأثير الكبير الذي تركته في جميع المجالات.
لقد تطور القطاع من أضيق مجالاته ليصل إلى تداول العملات ومن ثم لنطاق أوسع يشمل الرموز غير القابلة للاستبدال NFTs والتمويل اللامركزي DeFi وتمويل الألعاب GameFi والعديد من حالات الاستخدام الأخرى التي لم تنتشر بعد على نطاق واسع.
هونغ كونغ تكتشف إمكانات الـ ويب 3
ومن غير المستغرب أن تبدأ الدول في جميع أنحاء العالم في البحث بقوة عن طرق للاستفادة من إمكانات النمو الهائلة التي يوفرها الويب 3، ومن الممكن أن تثبت هونغ كونغ أنها الرائدة في منطقة شرق آسيا.
وفي سياق متصل، علق وزير المالية في هونغ كونغ “بول تشان مو بو” آمالاً كبيرة على ويب 3 وقال إن التكنولوجيا اللامركزية من شأنها أن تدعم الموجة التالية من النمو الكبير في المجال الرقمي.
وفي منشور على إحدى المدونات، ذكر المدير المالي للمنطقة أنه في حين كانت الهواتف الذكية والإنترنت عبر الهاتف المحمول من المساهمين الرئيسيين في مرحلة النمو المبكرة للترفيه الرقمي، فإن اللاعبين الكبار في الصناعة كانوا يراقبون بشدة قطاعات ويب 3 الناشئة وشملت هذه NFTs و GameFi للدفعة الكبيرة التالية، بينما صرح “تشان” بأن نطاق ويب 3 يمتد إلى ما هو أبعد من عالم الترفيه الرقمي المحدود قائلاً:
“يمكن تطبيق تقنية البلوكتشين الأساسية الخاصة بـ ويب 3 مع خصائصها المتمثلة في عدم الوساطة والأمن والشفافية والثبات والتكلفة المنخفضة في العديد من المجالات مثل التمويل والتجارة وإدارة سلسلة التوريد وحتى الحياة اليومية”.
وجاءت تعليقات الوزير في الوقت الذي تتطلع فيه حكومة المنطقة الإدارية الخاصة SAR إلى جعل هونغ كونغ مركزاً عالمياً للعملات الرقمية، بعد اتباع سياسة متحفظة تتمثل في تقييد مستثمري التجزئة من التداول في منصات العملات الرقمية المركزية، أصدرت الحكومة المحلية تشريعات أكثر مرونة للعملات الرقمية في وقت سابق من هذا العام.
وكجزء من الإطار الجديد، سمحت الهيئة التنظيمية المالية وهي هيئة الأوراق المالية والعقود الآجلة SFC لمنصات التداول المرخصة بخدمة عامة الناس باستثناء المستثمرين المؤسسيين، ومع ذلك، تم توجيه المنصات للالتزام بمجموعة مفصلة من الإرشادات.
وقد قوبل الإطار الليبرالي بردود فعل إيجابية، وفي وقت سابق من هذا الشهر، أصدرت هونغ كونغ أول ترخيص لتداول العملات الرقمية بالتجزئة لشركة HashKey المحلية، وحصلت OSL وهي منصة تداول رقمية بارزة على الموافقة لفتح أبوابها لتجار التجزئة في نفس الوقت تقريباً.
وفي الآونة الأخيرة، حصلت منصة العملات الرقمية في هونغ كونغ HKVAX على موافقة مبدئية من SFC لتنفيذ خدمات تداول العملات الرقمية الخاصة بها.
هل ستصبح هونغ كونغ المركز العالمي لـ العملات الرقمية؟
ذكَّر وزير المالية تشان بأن الحكومة المحلية كانت تدفع بقوة تقنيات ويب 3 مستشهدة بمثال السندات الخضراء الرمزية الفريدة من نوعها المدعومة من الحكومة والتي تم إصدارها في فبراير، علاوة على ذلك، سلط الضوء على تخصيص الحكومة مبلغ 50 مليون دولار لشركة Cyberport لتعزيز نمو ويب 3.
بالنسبة للمبتدئين، فإن Cyberport هو النسخة الخاصة بـ هونغ كونغ من وادي السيليكون، وإن كانت تدار من الحكومة بشكلٍ كامل.
وقال وزير المالية إن الاستثمارات بدأت تجني ثمارها، حيث كان مركز التكنولوجيا موطناً لأكثر من 180 شركة مرتبطة بـ ويب 3 وشملت هذه الشركات منصات تداول العملات الرقمية المرخصة.
وفيما يتعلق بالتطورات المتعلقة بفريق عمل ويب 3، قال تشان إنه ترأس مؤخراً اجتماعاً مع أعضاء المجموعة، وقد تم تشكيل فريق العمل في يونيو لتعزيز تطوير التقنية في هونغ كونغ، وتضم الوحدة 15 عضواً غير رسمي من قطاعات السوق ذات الصلة بمشاركة كبار المسؤولين الحكوميين والجهات التنظيمية المالية.
العملات الرقمية في تطور ملحوظ في الشرق
كان النشاط الكبير الذي قامت به هونغ كونغ لتعزيز نظام ويب 3 البيئي الخاص بها يتناقض بشكل صارخ مع حملة القمع التي شنتها الصين على هذه الصناعة، يذكر أن الصين فرضت حظراً كاملاً على تداول العملات الرقمية وتعدينها في سبتمبر 2021، ومع ذلك، أشارت الصين إلى إمكانية إعادة فتح سوقها أمام صناعة العملات الرقمية.
بشكل عام، كانت الصناعة تتطلع إلى الشرق بشكل كبير بحثًا عن فرص التوسع حيث أصبح المناخ التنظيمي في الولايات المتحدة غير ملائم بحيث لا يمكن التعامل معه.
حيث أثارت الدعاوى القضائية المرفوعة ضد الشركات العملاقة مثل كوينبيس و بينانس بالإضافة إلى النظرة المتشككة للعديد من شركات العملات الرقمية ومحادثات حول الانتقال إلى ولايات قضائية أكثر ودية للعملات الرقمية.
