مفهوم العائد على الاستثمار (ROI) وأهميته في اتخاذ القرارات الاستثمارية
العائد على الاستثمار هو طريقة لقياس أداء الاستثمار، هو أيضاً طريقة جيدة لمقارنة ربحية الاستثمارات المختلفة في الأسواق المالية التقليدية والعملات الرقمية على حد سواء ومن الطبيعي أن الاستثمار الذي له معدل عائد أعلى أفضل من الاستثمار الذي له معدل أقل (أو سالب).
سواء كنت من المتداولين اليوميين أو تمارس التداول المتأرجح أو حتى من المستثمرين على المدى الطويل ينبغي عليك دائماً قياس أدائك وإلا كيف ستعرف ما إذا كانت حافظتك الاستثمارية تبلي بلاءً حسناً، فمن الفوائد العظيمة للتداول أنه يمكنك قياس أدائك بمقاييس موضوعية صارمة وهذا يمكن أن يساعد كثيرا في التغلب على التحيزات العاطفية والإدراكية.
يميل العقل البشري إلى بناء سرديات حول كل شيء في محاولته لفهم العالم،لكن لا يمكنك “الاختباء” من الأرقام، فإن كنت تحصل على عائدات سلبية ينبغي عليك تغيير شيء يتعلق باستراتيجيتك، وبالمثل، إن كنت تشعر أن أداءك جيد لكن الأرقام فتابع بنفس الرتم فأنت بكلا الحالتين ضحية لتحيزاتك إيجابياً أو سلبياً.
أنت تناقش بالفعل إدارة المخاطر وتحديد حجم الصفقات وإعداد إيقاف الخسارة لكن كيف تقيس أداء استثماراتك؟ وكيف يمكنك المقارنة بين أداء عدة استثمارات؟ هنا تظهر فائدة حساب معدل العائد على الاستثمار وفي هذا المقال، سنناقش طريقة حساب العائد على الاستثمار (ROI).
ما هو العائد على الاستثمار (ROI)؟
العائد على الاستثمار (ROI) طريقة لقياس أداء الاستثمار ويمكن استعماله أيضاً في مقارنة الاستثمارات المختلفة.
وهناك عدة طرق لحساب العائدات، فيكفي أن نفهم أن معدل الاستثمارات يقيس المكاسب أو الخسائر بالمقارنة بالاستثمار الأولي، بعبارة أخرى، هو تقريبٌ لمعدل ربحية الاستثمار، وبالمقارنة بالاستثمار الأصلي، يعني المعدل الموجب للعائد على الاستثمار تحقيق أرباح ويعني المعدل السالب التعرض لخسائر.
وينطبق حساب معدل العائد على الاستثمار ليس فقط على التداول أو الاستثمارات، بل أي عملٍ تجاري أو عملية شراء.
فإن كنت تخطط لفتح أو شراء مطعم، ينبغي أن تُجري بعض الحسابات أولاً، هل لفتح هذا المطعم أو شرائه جدوى من الناحية المالية؟ وحساب معدل العائد على الاستثمار بناءً على التكاليف والعائدات المتوقعة قد يساعدك في اتخاذ قرار تجاري أفضل، وإن كان يبدو أن العمل التجاري سيحقق ربحاً في النهاية (أي يكون له عائد مرتفع على الاستثمار) فيستحق المشروع البدء فيه.
وأيضاً، يمكن أن يساعد معدل العائد على الاستثمار في تقييم نتائج المعاملات التي تمت بالفعل، على سبيل المثال، فلنقل إنك ترغب في شراء سيارة نادرة بسعر 200,000 دولار أمريكي، ثم استعملتها عامين وأنفقت عليها 50,000 دولار أمريكي، وافترض أن سعر العربية الآن بعد مرور عامين ازداد في السوق، ويمكنك بيعها الآن مقابل 300,000 دولار أمريكي. إذن، أنت لم تستمتع بهذه السيارة فقط، بل حصلت أيضاً على عائد ضخم على استثمارك، لكن كم هذا العائد يساوي بالضبط؟ فالنتعرف معاً.
طريقة حساب العائد على الاستثمار (ROI)
صيغة حساب العائد على الاستثمار بسيطة للغاية، تأخذ القيمة الحالية للاستثمار وتطرح التكلفة الأصلية للاستثمار منها ثم تقسم الناتج على التكلفة الأصلية للاستثمار.
العائد على الاستثمار = (القيمة الحالية – التكلفة الأصلية) / التكلفة الأصلية
إذن، ما معدل الربح الذي جنيته من بيع هذه السيارة النادرة؟
العائد على الاستثمار = (300,000 – 200,000) / 200,000 = 0.5
العائد على الاستثمار يساوي 0.5، وإن ضربت هذا في 100، فستحصل على معدل العائد (ROR).
0.5 * 100 = 50
وهذا يعني أنك حققت عائداً بنسبة 50% من استثمارك الأصلي لكن ينبغي أن تضع في الحسبان ما أنفقته على السيارة لتتوافر لديك الصورة كاملة.
إذن، فلنطرح ما أنفقته على السيارة من القيمة الحالية للسيارة؟
300,000 – 50,000 = 250,000
والآن، يمكنك حساب العائد على الاستثمار بعد أخذ التكاليف في الاعتبار:
العائد على الاستثمار = (250,000 – 200,000) / 200,000 = 0.25
إذن، فالعائد على الاستثمار هو 0.25 (أو 25%). وهذا يعني أنك إن ضربت التكلفة الكلية للاستثمار (200,000 دولار أمريكي) في العائد على الاستثمار (0.25)، فستحصل على صافي الربح، وهو 50,000 دولار أمريكي.
200,000 * 0.25 = 50,000
عيوب العائد على الاستثمار
إن مقياس العائد على الاستثمار سهل الفهم ويوفر وسيلة شاملة لقياس الربح، لكنه بالتأكيد لا يخلو من العيوب.
من أكبر عيوب العائد على الاستثمار أنه لا يضع في الحسبان المدة الزمنية، فما أهمية هذا؟ إن الوقت من العوامل الرئيسية في الاستثمارات، وقد توجد اعتبارات أخرى (مثل السيولة والضمان)، لكن إن جلب الاستثمار عائداً يبلغ 0.5 في عامٍ واحد، فهو أفضل من استثمار يجلب عائد 0.5 في خمسة أعوام. ولهذا سترى البعض يتحدثون عن العائد السنوي على الاستثمار، الذي يمثل عائدات الاستثمار (المكاسب) المتوقعة على مدار عام واحد.
ومع ذلك، لن يضع العائد على الاستثمار جوانب استثمارية أخرى في الاعتبار، فارتفاع معدل العائد على الاستثمار لا يعني بالضرورة استثماراً أفضل، فماذا إن لم تجد مشترٍ لبضاعتك وظلت معك لفترة طويلة من الزمن؟ وماذا إن كانت سيولة الاستثمار الأساسي قليلة؟
عاملٌ آخر ينبغي وضعه في الحسبان هو المخاطرة، فقد يكون للاستثمار عائداً مرتفعاً متوقعاً، لكن ما الثمن؟ فإن كانت احتمالات أن تهبط قيمة استثمارك إلى صفر أو ألا تستطيع الحصول على المبلغ الذي استثمرته، لا يكون العائد المحتمل على الاستثمار مهماً بعدها، لماذا؟ لأن مخاطر الاحتفاظ بالأصل لمدة طويلة عالية للغاية، وبالطبع يمكن أن يحقق ربحاً كبيراً في النهاية، لكن خسارة الاستثمار الأصلي بالكامل أمرٌ لا يرغب فيه أحد بكل تأكيد.
فالنظر إلى العائد على الاستثمار فقط لن يعطيك معلومات عن أمان الاستثمار، لذا ينبغي أن تدرس معايير أخرى أيضاً، ويمكن البدء بحساب نسبة المخاطر إلى المكاسب لكل عملية تداول أو استثمار، وبهذه الطريقة، ستحصل على صورة أفضل عن جودة كل مراهنة تراهنها.
وبالإضافة إلى ذلك، قد يدرس بعض محللو سوق الأوراق المالية عوامل أخرى عن تقييم الاستثمارات المحتملة، وقد تتضمن هذه العوامل التدفقات النقدية وأسعار الفائدة وضريبة الكسب الرأسمالي، والعائد على الأسهم (ROE)وغيرها الكثير.
تحدثنا عن العائد على الاستثمار (ROI) وكيف يمكن للمتداولين استعماله في اتخاذ قرارات استثمارية عن وعي وبصيرة، فصيغة العائد على الاستثمار جزء أساسي من تتبع أداء أي حافظة أو استثمار أو عمل تجاري.
وكما ناقشنا سابقاً، العائد على الاستثمار ليس المقياس الأمثل، لكن يمكن أن يكون مفيداً، وعلينا أيضاً دراسة تكلفة الفرصة البديلة، ونسبة المخاطر إلى المكاسب، وعوامل أخرى قد تؤثر على اختيارك من بين الفرص المختلفة للاستثمار.