تفكيك شبكة غسيل عملات مشفرة في هونغ كونغ

نجحت السلطات في هونغ كونغ في تفكيك شبكة غسيل عملات مشفرة عبر الحدود والتي يُزعم أنها قامت بمعالجة ما يقرب من 118 مليون دولار هونغ كونغ (15 مليون دولار أمريكي) من الأموال غير المشروعة.
وأسفرت هذه الإجراءات عن اعتقال عشرات الأشخاص، في الوقت الذي كثف فيه المسؤولون حملتهم ضد الأفراد الذين قاموا باستغلال بياناتهم المصرفية الشخصية.
ونفذت السلطات الأمنية سلسلة من المداهمات المنسقة يوم الخميس الماضي بقيادة مكتب مكافحة الجرائم التجارية. وأسفرت هذه المداهمات عن اعتقال تسعة رجال وثلاث نساء تتراوح أعمارهم بين 20 و40 عاما في عدة مناطق بهونغ كونغ.
وتمكنت العملية من الحصول على أدلة مثل 1.05 مليون دولار هونغ كونغ نقدا، ومجموعة من أكثر من 560 بطاقة مصرفية، وأجهزة اتصال متعددة، ووثائق مالية.
محققون يكشفون عن عملية غسيل أموال بالعملات المشفرة
وبحسب صحيفة ساوث تشاينا مورنينغ بوست، كشف المحققون أن المؤسسة الإجرامية كانت تقوم بشكل منهجي بتجنيد مواطنين من البر الرئيسي للصين منذ منتصف عام 2023 لإقامة علاقات مصرفية احتيالية مع المؤسسات المالية التقليدية والرقمية في جميع أنحاء هونغ كونغ.
وأوضح مسؤول كبير في الشرطة أن هذه الحسابات تُستخدم كقنوات لتمرير عائدات إجرامية من عمليات احتيال متنوعة. ليقوم الأفراد المجندون بعدها بسحب الأموال نقدا باستخدام بطاقات دفع مختلفة، ونقلها إلى مواقع تداول العملات المشفرة، حيث تُحوّل إلى عملات مشفرة.
وذكرت السلطات أن من بين المعتقلين اثنين من سكان هونغ كونغ، عُرف عنهما أنهما المنظمان الرئيسيان للعملية. وأُلقي القبض عليهما إلى جانب عشرة مواطنين صينيين من البر الرئيسي، يُزعم أنهم كانوا بمثابة واجهات لحسابات المخطط.
وتشير التحليلات المالية الأولية إلى أن المنظمة قامت بتحويل ما يقرب من 118 مليون دولار هونغ كونغ من خلال شبكة تضم أكثر من 550 حسابا مصرفيا محليا ومعاملات عملات مشفرة.
وقد تتبع المحققون حتى الآن 10 ملايين دولار هونغ كونغ من هذه الأصول المغسولة إلى 58 قضية احتيال موثقة. كما أبلغ الضحايا المتضررون عن أضرار مالية إجمالية بلغت 43.2 مليون دولار هونغ كونغ.
وبحسب ما ورد، أنشأت الشبكة الإجرامية مقرا عملياتيا في وحدة سكنية في مونغ كوك بدءا من أوائل عام 2024. وكان هذا المقر بمثابة سكن للمجندين من البر الرئيسي أثناء انتظارهم التوجيهات لمعالجة التحويلات الاحتيالية الواردة.
وأكد مسؤولو السلطات الأمنية أنهم يدعون إلى تشديد العقوبات القضائية على الأفراد الذين يقدمون بياناتهم المصرفية لأنشطة مالية غير مشروعة. وبموجب اللوائح الحالية في هونغ كونغ، يمكن أن تؤدي الإدانات بغسل الأموال إلى أحكام بالسجن تصل إلى 14 عاما وغرامات مالية تصل إلى 5 مليون دولار هونغ كونغ.
اقرأ أيضا: خاطفون يستهدفون عائلة أحد قادة العملات المشفرة الرئيسيين في باريس
تجدر الإشارة إلى أن جرائم واحتيالات العملات المشفرة قد شهدت تزايدا، ليس فقط في هونغ كونغ، بل عالميا أيضا. فقد أُلقي القبض على رجل من ويلينغتون في أوكلاند على خلفية تحقيق دولي في عملية تداول عملات مشفرة. ويُشتبه في أن العملية تسببت في احتيال على سبعة ضحايا بقيمة تقارب 265 مليون دولار أمريكي (450 مليون دولار نيوزيلندي).