بين الطموح والإسراف والغرابة: كيف ينفق أثرياء العملات المشفرة أموالهم؟

أدى تداول العملات المشفرة، الذي غالبا ما يرتبط بتقلبات ومخاطر كبيرة، إلى ظهور فئة جديدة من أصحاب الملايين والمليارات الذين جمعوا ثرواتهم من خلال استثمارات استراتيجية. وبينما تتصدر قصص نجاحهم عناوين الصحف، تكشف طرق توظيفهم لثرواتهم الرقمية عن طيف واسع من الطموح والإسراف والغرابة.
من مشتريات فنية باهظة تتحدى المنطق إلى استثمارات ضخمة في السيارات والعقارات، يُعيد هؤلاء الأفراد تعريف معنى الإنفاق الباهظ.
في هذه المقالة سنستعرض معا بعض الطرق التي أنفق بها مليونيرات العملات الرقمية أموالهم الرقمية.
جاستين صن
لفت جاستن صن، مؤسس ترون، الأنظار العالمية مرات عديدة بفضل عمليات الاستحواذ البارزة التي قام بها. ففي نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، أنفق صن 6.2 مليون دولار على موزة مُثبّتة على جدار بشريط لاصق. وحصل على العمل الفني، بعنوان “كوميدي”، للفنان الإيطالي ماوريتسيو كاتيلان، في مزاد سوثبي بنيويورك.
وتم شراء الموزة في الأصل مقابل 35 سنتا من شاه علم، وهو مهاجر من بنغلاديش يبلغ من العمر 74 عاما ويعمل بالقرب من دار سوثبي للمزادات، وارتفعت قيمتها بشكل كبير من خلال الفن المفاهيمي الذي ابتكره كاتيلان.
ولم يقم صن، الذي تُقدّر ثروته بـ 8.5 مليار دولار أمريكي وفقا لمجلة فوربس، بشراء الموزة للعرض فحسب، بل تناولها لاحقا خلال مؤتمر صحفي في هونغ كونغ.
وكتب صن على منصة إكس X: “سألني العديد من الأصدقاء عن طعم الموزة. بصراحة، بالنسبة لموزة هذه القصة، يختلف طعمها بطبيعته عن الموز العادي”.
علاوة على ذلك، في مارس/ آذار 2021، اشترى صن رمز Beeple غير القابل للاستبدال NFT مقابل 6 مليون دولار. وفي وقت لاحق من ذلك العام، في نوفمبر/ تشرين الثاني 2021، اشترى صن تمثال ألبرتو جياكوميتي “العينان” من دار سوذبيز مقابل 78 مليون دولار.
مع ذلك، تورط صن بسبب هذا الاستحواذ في نزاع قانوني محتدم. ففي فبراير/ شباط الماضي، رفع صن دعوى قضائية ضد قطب الإعلام ديفيد جيفن، متهما موظفه السابق بسرقة التمثال وبيعه له مقابل 65.5 مليون دولار دون موافقته. في غضون ذلك، في أبريل/ نيسان الماضي، وصفت دعوى جيفن المضادة ادعاءات صن بأنها “خدعة” مرتبطة بمشاكل سوق العملات المشفرة.
اقرأ أيضا: شبكة ترون تمنح العملات المستقرة تقدما مثيرا
ويتجاوز إنفاق صن حدود الفن. ففي ديسمبر/ كانون الأول 2021، تفوق على منافسيه بدفعه 28 مليون دولار لحجز مقعد على متن أول رحلة فضائية لشركة بلو أوريجين، المملوكة لجيف بيزوس. ورغم فوزه بالمناقصة، التي استفادت منها جمعيات خيرية معنية بالفضاء، إلا أن تضارب المواعيد حال دون مشاركته في عملية الإطلاق.
كارل رونفلت (كارل مون)
كارل رونفلت، المعروف باسمه المستعار كارل مون، هو مستثمر سويدي في العملات المشفرة ومؤثر على مواقع التواصل الاجتماعي. ارتقى من صراف في سوبر ماركت إلى مليونير مؤثر في مجال العملات المشفرة في دبي.
يوثّق رونفلت علنا أسلوب حياته الثريّ في عالم العملات المشفرة، ويشاركه مع متابعيه البالغ عددهم 1.5 مليون متابع على منصة إكس X، وحوالي 245 ألف متابع على إنستغرام، و360 ألف مشترك على يوتيوب. ويهيمن على حضوره على وسائل التواصل الاجتماعي عروض فاخرة، بما في ذلك السيارات الخارقة والطائرات الخاصة والساعات الفاخرة، مما يجعله أيقونة لأسلوب حياة “محبّي العملات المشفرة”.
ومن بين مقتنياته البارزة سيارة بوغاتي فيرون، التي يقال إنه اشتراها بمبلغ 2 مليون دولار. وقد كتب رونيفلت في منشور له على إنستغرام عام 2022: “تركتُ وظيفتي كأمين صندوق في السوبر ماركت في نوفمبر 2018. والآن، بعد ثلاث سنوات، أقود سيارة بوغاتي فيرون في دبي. ما هي السيارة التالية التي سأشتريها؟”.
وفي يناير/ كانون الثاني 2024، أضاف رونفلت سيارة جي-واجن بقيمة 300 ألف دولار أمريكي إلى مجموعته. وفي سبتمبر/ كانون الأول من العام ذاته، أنفق 800 ألف دولار أمريكي على سيارة فيراري. وفي فبراير/ شباط الماضي، وسّع استثماراته في السيارات بأربع سيارات فيراري أخرى بقيمة 4 مليون دولار أمريكي.
كما يمتلك رونفلت ساعة جاكوب آند كو مُصممة خصيصا له بقيمة مليون دولار، وساعة باتيك فيليب نوتيلوس بقيمة 140 ألف دولار، من بين مقتنيات باهظة الثمن أخرى. وتعكس هذه المشتريات أسلوب حياته الثري، الذي غذّاه نجاحه في مجال العملات المشفرة، وتشكل جزءا من استراتيجيته لإلهام متابعيه من خلال ثروته الظاهرة.
إد كرافن
إد كرافن ملياردير أسترالي ومؤسس مشارك لشركة Stake.com، وهي كازينو على الإنترنت قائم على العملات المشفرة، ومنصة Kick للبث المباشر. تبلغ ثروته الصافية 2.4 مليار دولار أمريكي، ويعود الفضل في ذلك بشكل رئيسي إلى نجاح Stake.
وأُطلقت المنصة عام 2017 بالتعاون مع بيجان طهراني، وهي الآن واحدة من أكبر كازينوهات العملات المشفرة الخارجية في العالم. والجدير بالذكر أنه بحلول عام 2025، سيُدرج كرافن في قائمة فوربس كأصغر ملياردير. وهو الأول كملياردير عصامي من بين اثنين فقط دون سن الثلاثين.
واستخدم كرافن ثروته من العملات المشفرة في مشتريات فاخرة وذكية. إذ يمتلك منزلا في توراك، أحد أغلى المنازل في أستراليا، في شارع سانت جورج، وقد اشتراه مقابل 80 مليون دولار. كما اشترى عقارا بقيمة 38.5 مليون دولار في شارع أورونغ، ويمتلك منازل بملايين الدولارات في ساوث بانك وجبل ماسيدون.
ويمتد إنفاق كرافن أيضا إلى الرياضة. فقد خصص 100 مليون دولار لإعادة تسمية فريق ألفا روميو للفورمولا 1 إلى “فريق ستايك فورمولا 1 كيك ساوبر”.
اقرأ أيضا: معلومات هامة عن كيفية التبرع بالعملات المشفرة
وفي حين تهيمن العقارات على محفظته الاستثمارية، فإن استثماراته الرياضية تسلط الضوء على الاستخدام الاستراتيجي للثروة لرفع مكانة الفرد والشركات، بما يتماشى مع رؤيته الريادية.